مفهوم
الصحة
تعتبر المحافظة على الصحة وتقويتها لدى
أفراد المجتمع واحداً من الواجبات الأساسية للتربية البدنية، ويفهم تحت مصطلح
الصحة0
تلك الحالة التى يوجد عليها الجسم
البشرى، عندما تتوازن فيها جميع وظائفه مع تأثير عوامل البيئة الخارجية مع عدم
وجود تغيرات مرضية0
ويجرى تحديد الحالة الصحية على أساس
التشخيص الذاتى، والتشخيص الموضوعى، واللذان لا تتطابق نتائجهما عادة0 لذلك يمكن
ملاحظة خطأ التشخيص الذاتى فى حالة عدم وجود (ظهور) أعراض موضوعية (حقيقية)
للإصابة بالأمراض0
تعريف
الصحة
اقترحت هيئة الصحة العالمية تعريفاً
للصحة، أصبح محل اتفاق معظم الهيئات المعنية بأمور الصحة والتربية الصحية، وصار
تداوله على نطاق واسع، ومفهوم الصحة كما حددته تلك البيئة هو: "حالة كون
الفرد سليماً من الناحية البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية وليست مجرد خلو
جسمه من المرض والعاهة"0
وحالة الصحة من خلال هذا التعريف يوضح
لنا أن هناك ارتباط وثيق بين الصحة البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وإن
سلامة صحة الفرد تشمل جميع هذه الأبعاد0 كما أن هذا المفهوم يدعم الإيجابية فى
التعريف، فهو لا يعتبر الصحة بمجرد الخلو من الأمراض أو العاهات أو الحالات العجز
والقصور، وإنما يشير إلى أن هناك درجات متفاوتة من الصحة يكون عليها الفرد، تعلوا
به إلى أفضل درجات الصحة والسعادة والخير، كما أن هناك درجات متفاوتة من المرض
تهبط به إلى أدنى المستويات0
ومن خلال ذلك نجد أن الصحة تعنى لياقة
البدن التامة، وسلامة العقل، وصحة الانفعالات العاطفية التى تجعل من الممكن أن
يحرز الفرد أسمى نوع من الحياة الفعالة، وتتيح له أسباب الحياة الاجتماعية
الناجحة0
وبمعنى آخر يشير هذا التعريف إلى أن
مفهوم الصحة يقوم على الكمال البدنى والعقلى والنفسى والاجتماعى... كل ذلك فى إطار
واحد يحقق وحدة الفرد حيث أن الإنسان وحدة متكاملة متفاوتة مكونة من جسم وعقل وروح
وأنه كائن يعيش فى جماعة وليس منعزلاً عنها0
وفيما يلى نستعرض بشئ من الإيضاح مفهوم
الكمال البدنىو النفسى والاجتماعى:
الكمال
البدنى:
يقصد بالكمال البدنى تنمية الفرد ككل
إلى أقصى ما تسمح به حدود قدراته البدنية فى كل مرحلة من مراحل العمر، ويمكن تفصيل
ذلك فى الآتى:
1-
سلامة وصحة أعضاء
وأجهزة الجسم المختلفة، والتى تتكون من:
أ-الهيكل
العظمى:
بما يشمل من عظام ومفاصل تربط بينها
وتجعل الحركة ممكنة0
ب-
الجهاز العضلى:
الذى يشمل جميع عضلات الجسم التى هى
أساس حركة الإنسان وحركة الإنسان هى حركة كل عضو من أعضائه سواء كانت هذه الحركة
إرادية أولا إرادية0
ج-
الجهاز الدورى:
الذى يحمل الغذاء والأوكسجين عبر أوعية
إلى مختلف أجزاء الجسم كما يحمل الفضلات من الخلايا إلى نقط التصريف فى الجسم،
ويشمل القلب والشرايين والأوردة والشعيرات
الدموية0
د-
الجهاز التنفسى:
ووظيفته الرئيسية استخلاص الأوكسجين
للجسم من الجو وإخراج ثانى أكسيد الكربون ويشمل الرئتين والشعب والحويصلات
الهوائية0
هـ-
الجهاز العصبى:
وهو "القائد" الأعلى والذى
يصدر الأوامر، ويدبر تنظيم كل شئ يفعله الإنسان، ويشمل المخ والنخاع الشوكى وشبكة
الأعصاب والخلايا العصبية بجسم الإنسان0
وغير ذلك من الأجهزة والحواس والأجهزة
المختلفة التى يتكون منها جسم الإنسان بدقائقها المتعددة0
2- كفاءة
الجسم للقيام بوظيفته تحت ظروف العمل المجهدة، إذ أن كل شخص يحتاج إلى قدر من
اللياقة يمكنه من القيام بمطالب مهنته مضافاً إليه جزء من الطاقة كاحتياطى للطوارئ
فى الظروف المختلفة0
3- القدرة
الحركية على أداء أوجه النشاط المختلفة، وهذا يتطلب قدراً كافياً من التوافق
والقوة والرشاقة التى تساعد فى القيام بهذه النشاطات0
الكمال
النفسى:
يقصد بالكمال النفسى أو "الصحة
النفسية" تمتع الفرد بالاستقرار الداخلى والقدرة على التوفيق بين رغباته
وأهدافه، وبين الحقائق المادية والاجتماعية التى يعيش فيها، ويكون كذلك قادراً على
تحمل أزمات الحياة ومصاعبها، ويظهر ذلك واضحاً فى حياته الهادئة التى يسودها
الإيمان بالله والراحة والاطمئنان والقناعة والرضى، وعدم اكتمال الصحة النفسية
يظهر فى حساسية الفرد المفرطة وكثرة شكوكه، وميله للانطواء والعزلة والتشاؤم أو
تمرد على الآخرين وإيذائهم وعدم إيمانه بالقيم الروحية والمثل العليا0
الكمال
الاجتماعى:
الكمال الاجتماعى يعنى قدرة الفرد على
معايشة غيره من الأفراد وتعامله معهم، وتفهمه لتصرفاتهم وأنماط سلوكهم واكتساب
حبهم واحترامهم، وتعاونه معهم فى تكوين بيئة اجتماعية صحيحة يمارسون من خلالها
حياتهم السعيدة لكل ما فيه صالحهم وصالح المجتمع الذى يعيشون فيه، وصالح البشرية
جمعاء0
ولما كانت الحاجات والرغبات، التى هى
أساس تصرفات الناس، يمكن أن تنظم بالتدريب، لذا فإنه من الممكن غرس وتنمية الصفات
الاجتماعية المطلوبة بالتوجيه المناسب0
وعلى ضوء ما سبق إيضاحه نجد أن تعريف
هيئة الصحة العالمية للصحة يحظى بالقبول الإجماى فى الأوسط العلمية لأنه يتصف
بالإيجابية والشمول يؤثر كل منها فى الآخر ويتأثر بها... فكثير من الأمراض البدنية
تسببها الاضطرابات النفسية، كما أن الأمراض البدنية تقعد الفرد وتمنعه من الكسب
وتؤثر فى سعادته واستقراره النفسى، والأمراض والاضطرابات البدنية والنفسية أيضاً
تشعر الفرد بالاكتئاب، وتؤثر على سلوكه الاجتماعى وتصرفاته الاجتماعية وتقلل من
قدرته على العمل مع الآخرين والتعاون معهم0
أنه إذا نظرنا إلى الصحة فى هذا الإطار
الموحد من بدن ونفس وبيئة اجتماعية لوجدنا أن الفرد الذى يتمتع بالصحة (هو كل من
كان صحيح البدن خالياً من المرض أو العاهة، قادراًَ على التعلم واكتساب الخبرات
والعمل والإنتاج، وفى الوقت نفسه متمتعاً بالاستقرار النفسى ويستطيع أن يتحمل
تبعات الحياة ويواجه مصاعبها ومتطلباتها، ويقدر على التعامل مع الناس واكتساب
صداقتهم ومحبتهم والتأثير فيهم عارفاً بمسئولياته متمتعاً بحقوقه)0
وباكتمال صحة الفرد البدنية والنفسية
والاجتماعية يصبح عاملاً مؤثراً فى تقدم المجتمع ورفاهيته0
0 التعليقات:
إرسال تعليق